وعلى هذا فإن اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة كانت القراءة شاذة ولا يجوز القراءة بها (١).
الفائدةالثالثة: ذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن المصاحف العثمانية التي أرسل بها عثمان إلى الأمصار مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي ﷺ على جبريل عليه السلام (٢).
الرابعة: روى القراءة عن عاصم كثيرٌ ولكن أشهرهم : حفص بن سليمان، وأبو بكر شعبة بن عياش ولقد أقرأ عاصمٌ حفصًا بقراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو الإمام الأول من الأئمة الاثنى عشر عند الشيعة الاثنى عشرية، وأقرأ شعبة بقراءة ابن مسعود رضي الله عنه، فقد روي عن حفص أنه قال: قلت لعاصم: إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة، فقال: أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأقرأت شعبة بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه" (٣)
وأيضًا حمزة بن حبيب الزيات الكوفي أخذ القرآن عن سليمان الأعمش، وحمران بن أعين، وأيضًا عن جعفر الصادق بن محمد الباقر وهو الإمام السادس عند الشيعة الاثنى عشرية، وفي هذا رد على الشيعة الاثنى عشرية حيث زعموا أن أئمتهم عندهم قرآن يختلف عن الذي عند سائر المسلمين.
* النسخ في القرآن:

(١) - عطية قابل نصر/غاية المريد في علم التجويد ص: ١٨-١٩ بتصرف، وانظر: طيبة النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري بتحقيق محمد تميم الزعبي ص: ٣٢ ط دار الغوثاني بدمشق
(٢) - التبيان في علوم القرآن للصابوني ص: ٢٤٤
(٣) - غاية المريد ص: ٢٤


الصفحة التالية
Icon