والأيام المعدودات الثلاثة تُرمى الجمار الثلاثة في كل يوم منها بعد الزوال يُبْتَدأ بالجمرة التي تلي مسجد منى بسبع حصيات، ثم ترمى الجمرتان الأخريان كل جمرة بمثل ذلك، ويكبر مع كل حصاة، وآخرها جمرة العقبة، وفي أحكام الرمي، ووقته، وعكس الابتداء فيه بجمرة مسجد منى والمبيت بغير منى _ خلافات بين الفقهاء. ٢/٢٦٢
١٢٠_ والإعجاب: إيجاد العجب في النفس، والعجب: انفعال يعرض للنفس عند مشاهدة أمر غير مألوف خفي سببه.
ولما كان شأن ما يخفى سَبَبُهُ أن ترغب فيه النفس صار العجب مستلزماً للاستحسان؛ فيقال: أعجبني الشيء، بمعنى أوجب لي استحسانه.
قال الكواشي في الاستحسان: أعجبني كذا، وفي الإنكار: عجبت من كذا، فقوله: يعجبك أي يحسن عندك قوله. ٢/٢٦٦
١٢١_ وجهنم علم على دار العقاب الموقدة ناراً، وهو اسم ممنوع من الصرف قال بعض النحاة: للعَلَمِيَّة والتأنيث؛ لأن العرب اعتبرته كأسماء الأماكن.
وقال بعضهم: للعَلَمِيَّة والعُجْمة، وهو قول الأكثر جاء من لغة غير عربية، ولذلك لا حاجة إلى البحث عن اشتقاقه.
ومن جعله عربياً زعم أنه مشتق من الجهم وهو الكراهية؛ فزعم بعضهم أن وزنه فُعَنَّل بزيادة نونين أصله فُعْنَل بنون واحدة ضعفت وقيل وزنه فَعَلَّل بتكرير لامه الأولى، وهي النون إلحاقاً له بالخماسي، ومن قال: أصلها بالفارسية كَهنَّام، فعربت جهنم.
وقيل: أصلها عبرانية كِهِنَّام بكسر الكاف وكسر الهاء، فعربت، وأن من قال: إن وزن فعنل لا وجود له لا يُلْتَفَتُ لقوله؛ لوجود دَوْنَك اسم واد بالعالية وحَفَنْكى اسم للضعيف وهو بحاء مهملة وفاء مفتوحتين، ونون ساكنة، وكاف وألف، وهما نادران؛ فيكون جهنم نادراً.
وَضَربَ لهم مَثَلَهُ بالنوم والإفاقةَ بعده، وأنه يوم الفصل بين المؤمنين والمشركين.
وتمثيلُ حالِ المؤمنين وحال المشركين في الحياتين: الحياةِ الدنيا والحياةِ الآخرة.
ودعاءُ المشركين للإقلاع عن الإسراف على أنفسهم، ودعاءُ المؤمنين للثبات على التقوى، ومفارقة دار الكفر، وخُتِمَت بوصفِ حال يوم الحساب.
وتخلل ذلك كلَّه وعيدٌ ووعدٌ، وأمثالٌ، وترهيبٌ وترغيبٌ، ووعظٌ، وإيماءٌ بقوله: [قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ] الآية إلى أن شأن المؤمنين أنهم أهل علم، وأن المشركين أهل جهالة، وذلك تنويه برفعة العلم ومَذَمَّةِ الجهل. ٢٣/٣١٢_٣١٣
٣_ والإخلاص: الإمحاض، وعدم الشوب بمغاير، وهو يشمل الإفراد. وسميت السورة التي فيها توحيد الله سورة الإخلاص، أي إفراد الله بالإلهية. وأوثر الإخلاص هنا لإفادة التوحيد، وأخصُّ منه وهو أن تكون عبادة النبي"ربه غير مشوبة بحظ دنيوي كما قال _تعالى_: [قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ]. ٢٣/٣١٦
٤_ والإخلاص في العبادة: أن يكون الداعي إلى الإتيان بالمأمور وإلى ترك المنهي إرضاء الله _تعالى_ وهو معنى قولهم: لوجه الله، أي لقصد الامتثال بحيث لا يكون الحظ الدنيوي هو الباعث على العبادة مثل أن يعبد الله؛ ليمدحه الناس بحيث لو تعطل المدح لترك العبادة.
ولذا قيل: الرياء: الشرك الأصغر، أي إذا كان هو الباعث على العمل.
ومثل ذلك أن يقاتل لأجل الغنيمة؛ فلو أيس منها ترك القتال، فأما إن كان للنفس حظ عاجل وكان حاصلاً تبعاً للعبادة وليس هو المقصود فهو مغتفر وخاصة إذا كان ذلك لا تخلو عنه النفوس، أو كان مما يُعين على الاستزادة من العبادة. ٢٣/٣١٨
٥_ وقال مالك: =إذا كان أول ذلك وأصلُه لله فلا بأس به إن شاء الله، قال الله _تعالى_: [وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي] وقال: [وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ].


الصفحة التالية
Icon