وهُمُ أَيْسَار لُقْمانَ إذا أغْلَتِ الشَّتْوة أَبْدَاءَ الجُزُرْ
٢/٣٤٦_٣٤٧
١٣٦_ التوبة تطهر روحاني، والتطهير جثماني. ٢/٣٧٠
١٣٧_ [وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ].
فإن الله دعانا إلى خلق حميد، وهو العفو عن الحقوق، ولما كان ذلك الخلق قد يعسر على النفس؛ لما فيه من ترك ما تحبه من الملائم، من مال وغيره كالانتقام من الظالم، وكان في طباع الأنفس الشح _ عَلَّمنا الله _تعالى_ دواء هذا الداء بدواءين:
أحدهما دنيوي عقلي: وهو قولُه: [وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ] المذكرُ بأن العفوَ يقرب إليك البعيد، ويصير العدو صديقاً، وإنك إن عفوت فيوشك أن تقترف ذنباً فَيُعْفَى عنك إذا تعارف الناس الفضل بينهم، بخلاف ما إذا أصبحوا لا يتنازلون عن الحق.
الدواء الثاني أخروي روحاني: وهو الصلاة التي وصفها الله _تعالى_ في آية أخرى بأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ فلما كانت معينة على التقوى، ومكارم الأخلاق حث الله على المحافظة عليها.
ولك أن تقول: لما طال تعاقب الآيات المبينةِ تشريعاتٍ تَغْلِبُ فيها الحظوظُ الدنيوية للمكلفين _ عُقبت تلك التشريعات بتشريع تغلب فيه الحظوظ الأخروية؛ لكي لا يشتغل الناس بدراسة أحد الصنفين من التشريع، عن دراسة الصنف الآخر. ٢/٤٦٥_٤٦٦
١٣٨_ والشفاعة: الوساطة في طلب النافع، والسعي إلى من يراد استحقاق رضاه على مغضوب منه عليه أو إزالة وحشة أو بغضاء بينهما، فهي مشتقة من الشفع ضد الوتر. ٣/١٥
١٣٩_ وبهذا يظهر أن الشفاعة تكون في دفع المضرة، وتكون في جلب المنفعة. ٣/١٥
يريد قول الله _تعالى_ في سورة: [حم عسق] [قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى] على تأويل غير ابن عباس؛ فلذلك عززه بقوله: تأولها منا فقيه ومعرب. ٢٤/٧٥_٧٦
٢_ وأنشد أبو عبيدة أبياتاً لم يسمِّ قائلها:
حلفت بالسبع الألى قد طولت... وبمئين بعدها قد أمِّئَت
وبثمان ثنيت وكررت... وبالطواسين اللواتي ثلثت
وبالحواميم اللواتي سُبعت... وبالمفصل التي قد فُصّلت
وعن أبي عبيدة والفراء أن قول العامة الحواميم ليس من كلام العرب وتبعهما أبو منصور الجواليقي.
وقد عدت آيها أربعاً وثمانين في عد أهل المدينة وأهل مكة، وخمساً وثمانين في عد أهل الشام والكوفة، واثنتين وثمانين في عد أهل البصرة. ٢٤/٧٧
٣_ أغراض هذه السورة: تضمنت هذه السورةُ أغراضاً من أصول الدعوة إلى الإيمان؛ فابْتُدِئَتْ بما يقتضي تحديَ المعاندين في صدق القرآن كما اقتضاه الحرفان المُقطَّعان في فاتحتهما كما تقدم في أول سورة البقرة.
وأجري على اسم الله _تعالى_ من صفاته ما فيه تعريضٌ بدعوتهم إلى الإقلاع عما هم فيه؛ فكانت فاتحةُ السور مثلَ دِيباجةِ الخُطْبَةِ مشيرةً إلى الغرض من تنزيلِ هذه السورة.
وعَقَّب ذلك بأن دلائلَ تنزيلِ هذا الكتابِ من الله بَيِّنَةٌ لا يجحدها إلا الكافرون من الاعتراف بها حسداً، وأن جدالهم تَشْغِيْبٌ، وقد تكرر ذكر المجادلين في آيات الله خَمْسَ مرات في هذه السورة، وتمثيلُ حالهم بحال الأمم التي كذبت رسل الله بذكرهم إجمالاً، ثم التنبيهُ على آثار استئصالهم، وضربُ المثل بقوم فرعون.
وموعظةُ مؤمن آل فرعونَ قَوْمَهُ بمواعظَ تُشبه دعوة محمد"قومه.
والتنبيهُ على دلائل تفرد الله _تعالى_ بالإلهية إجمالاً.
وإبطالُ عبادة ما يعبدون من دون الله.
والتذكيرُ بنعم الله على الناس؛ ليِشْكُرَه الذين أعرضوا عن شكره.
والاستدلالُ على إمكان البعث.


الصفحة التالية
Icon