٢٠_ والبطانة بكسر الباء: في الأصل داخل الثوب، وجمعها بطائن، وفي القرآن [بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ] وظاهر الثوب يسمى الظهارة بكسر الظاء، والبطانة _أيضاً_ الثوب الذي يجعل تحت ثوب آخر، ويسمى الشعار، وما فوقه الدثار، وفي الحديث =الأنصار شعار والناس دثار+.
ثم أطلقت البطانة على صديق الرجل، وخصيصه الذي يطلع على شؤونه؛ تشبيهاً ببطانة الثياب في شدة القرب من صاحبها.
ومعنى اتخاذهم بطانةً أنهم كانوا يخالفونهم، ويودونهم من قبل الإسلام؛ فلما أسلم من أسلم من الأنصار بقيت المودة بينهم وبين من كانوا أحلافهم من اليهود، ثم كان من اليهود من أظهروا الإسلام، ومنهم من بقي على دينه. ٤/٦٣
٢١_ والطمأنة والطمأنينة: السكون، وعدم الاضطراب. ٤/٧٨
٢٢_ وحكمة تحريم الربا: هي قصد الشريعة حمل الأمة على مواساة غَنِيِّها محتاجَها احتياجاً عارضاً موقتاً بالقرض؛ فهو مرتبة دون الصدقة، وهو ضرب من المواساة إلا أن المواساة منها فرض كالزكاة، ومنها ندب كالصدقة والسلف؛ فإن انتدب لها المكلف حَرُمَ عليه طلبُ عوضٍ عنها.
وكذلك المعروف كله، وذلك أن العادة الماضية في الأمم _وخاصة العرب_ أن المرء لا يتداين إلا لضرورة حياته؛ فلذلك كان حق الأمة مواساته.
والمواساة يظهر أنها فرض كفاية على القادرين عليها، فهو غير الذي جاء يريد المعاملة للربح كالمتبايعين والمتقارضين؛ للفرق الواضح في العرف بين التعامل وبين التداين، إلا أن الشرع مَيَّز هاته المواهي(١) بعضها عن بعض بحقائقها الذاتية، لا باختلاف أحوال المتعاقدين.
وأُدْمِجَ في خلال ذلك ما في دلائل الوحدانية من النعم على الناس والإنذار والتبشير.
وقد جرت آياتُ هذه السورةِ على أسلوبِ نِسْبَةِ الكلامِ إلى الله _تعالى_ عدا ما قامت القرينة على الإسناد إلى غيره. ٢٥/١٥٨_١٥٩
٣_ وأشار بقوله: [وَلا يَكَادُ يُبِينُ] إلى ما كان في منطق موسى من الحُبسة والفهاهة كما حكى الله في الآية عن موسى [وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي] وفي الأخرى [وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي].
وليس مقامُ موسى يومئذ مقامَ خطابةٍ ولا تعليم وتذكير حتى تكون قِلَّةُ الفصاحة نقصاً في عمله، ولكنه مقام استدلال وحجة؛ فيكفي أن يكون قادراً على إبلاغ مراده ولو بصعوبة، وقد أزال الله عنه ذلك حين تفرغ لدعوة بني إسرائيل كما قال: [قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى].
ولعل فرعون قال ذلك؛ لما يعلم من حال موسى قبل أن يرسله الله حين كان في بيت فرعون، فذكر ذلك من حاله؛ ليذكِّر الناس بأمر قديم، فإن فرعون الذي بُعث موسى في زمنه هو (منفطاح الثاني) وهو ابن (رعمسيس الثاني) الذي وُلد موسى في أيامه ورُبّي عنده، وهذا يقتضي أن (منفطاح) كان يعرف موسى ولذلك قال له: [أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ].
وأما رسولنا محمد"فلما أُرسل إلى أمة ذات فصاحة وبلاغة وكانت معجزته القرآن المعجز في بلاغته وفصاحته وكانت صفة الرسول الفصاحة لتكون له المكانة الجليلة في نفوس قومه. ٢٥/٢٣١
٤_ والأساورة: جمع أُسْوار لغة في سِوَار، وأصل الجمع أساوير مخفف بحذف إشباع الكسرة، ثم عوِّض الهاء عن المحذوف كما عوضت في زنادقة جمع زنديق إذ حقه زناديق.
وأما سوار فيجمع على أسورة.