٩_ العناية بمسائل فقه اللغة: فالمؤلف × عُني كثيراً بمسائل فقه اللغة، وسنن العرب في كلامها، فتراه يتطرق لمسألة نشأة اللغة كما في تفسيره لقوله _تعالى_: [وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا].
وتراه يتعرض للغة العربية، وفضلها، وامتيازها.
وتراه يبحث في المشترك، والمترادف، والمتضاد، والمُعَرَّب، والقياس، كما عني بمبتكرات القرآن _كما سيأتي في فقرة آتية_ والنحت وما إلى ذلك من مباحث ذلك العلم.
١٠_ العناية بالبلاغة العربية، وأساليب البيان: فهو فارس ذلك الميدان الذي لا يُشق له غبار.
وسيكون الحديث عن ذلك مفرداً في مبحث آتٍ.
١١_ العناية بالقصص القرآني: ويتجلى ذلك من خلال تنويهه بقصص القرآن، وذكر تميزه عن غيره من القصص.
كما يتجلى من خلال اهتمامه بقصص الأنبياء وأممهم، واستلهام العبر من تلك القصص.
١٢_ التعرض للكتب السماوية المحرفة: فكثيراً ما ينقل من التوراة وأسفارها الخمسة، ويبين ما في ذلك من التحريف، والباطل، والصواب.
ويوضح من خلال ذلك صحة القرآن، وسلامته من التحريف.
١٣_ التنويه بأمهات العبادات: كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج وغيرها.
فتراه عند مروره بها يعرج على فوائدها، وحكمها، وآثارها الدنيوية والأخروية.
١٤_ التنويه بمكارم الأخلاق وأصول الفضائل: كالصبر، والحلم، والشكر، والصفح، والعفو، والكرم، وحسن الخلق، والشجاعة، وعلو الهمة، وأصالة الرأي، وعزة النفس، وإباءة الضيم.
فتراه _في كل سانحة_ يُنَوِّه بتلك المكارم والفضائل، ويُعلي من شأنها، ويبين حدودها، والفروق بينها، ويدعو إلى التحلي بها، ويبين آثارها الحميدة على الأفراد والأمة.
١٥_ التحذير من مساوئ الأخلاق وسفاسف الأمور: فتراه كثيراً ما يُحذِّر من الجور، والظلم، والبخل، والفساد، والكذب، والنفاق، والتبذير، وما جرى مجرى ذلك.
١_ سميت هذه السورة (سورة النور) من عهد النبي"، روي عن مجاهد قال رسول الله: =علموا نساءكم سورة النور+.
ولم أقف على إسناده، وعن حارثة بن مضر: =كتب إلينا عمر بن الخطاب أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور+.
وهذه تسميتها في المصاحف وكتب التفسير والسنة، ولا يعرف لها اسم آخر، ووجه التسمية أن فيها آية: [اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ].
وهي مدنية باتفاق أهل العلم، ولا يعرف مخالف في ذلك، وقد وقع في نسخ تفسير القرطبي عند قوله _تعالى_: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ] الآيةَ، في المسألة الرابعة كلمة (وهي مكية) يعني الآية؛ فنسب الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي، وتبعه الآلوسي _ إلى القرطبي أن تلك الآية مكية مع أن سبب نزولها الذي ذكره القرطبي صريح في أنها نزلت بالمدينة؛ كيف وقد قال القرطبي في أول هذه السورة: =مدنية بالإجماع+؟
ولعل تحريفاً طرأ على النسخ من تفسير القرطبي، وأن صواب الكلمة =وهي محكمة+ أي غير منسوخ حكمها؛ فقد وقعت هذه العبارة في تفسير ابن عطية قال =وهي محكمة+.
قال ابن عباس: =تركها الناس+. ١٨/١٣٩
٢_ وقد عدت هذه السورة المائة في ترتيب نزول سور القرآن عند جابر بن زيد عن ابن عباس قال: =نزلت بعد سورة [إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ] وقبل سورة الحج+ أي عند القائلين بأن سورة الحج مدنية.
وآيها اثنتان وستون في عد المدينة ومكة، وأربع وستون في عد البقية. ١٨/١٤٠
٣_ شملت من الأغراض كثيراً من أحكامِ معاشرةِ الرجالِ للنساء، ومن آدابِ الخُلْطَةِ والزيارةِ.
وأولُ ما نزلت بسببه قضيةُ التزوجِ بامرأة اشتهرت بالزنى، وصُدِّر ذلك ببيان حدِّ الزنى، وعقابِ الذين يقذفون المحصناتِ، وحُكْمِ اللِّعَانِ، والتعرضِ إلى براءة عائشة _رضي الله عنها_ مما أرجفه عليها أهل النفاق، وعقابِهم، والذين شاركوهم في التحدثِ به.


الصفحة التالية
Icon