وإليك أيها القارئ الكريم نماذج من ذلك على سبيل العموم والإجمال، مع مراعاة أن بعضها قد يكون مما بحث، ولكن لم أطلع عليه، أو أنه يحتاج إلى مزيد بحث.
١_ مسائل العقيدة في تفسير التحرير والتنوير، ومنهج ابن عاشور في تقريرها.
وتحت هذا العنوان مادة خصبة؛ حيث إنه × يتناول تلك المسائل بالبحث والتقرير، فيُحتاج إلى معرفة منهجه في ذلك على وجه التحديد، وهل هو أشعري بحت يقرر ما يقرره الأشاعرة في أصول معتقدهم؟ أو أنه يتلمس الحق من أي أحد؟ لأن من يرى بعض أقواله قد يظن أنه مضطرب، ولكن الذي يظهر أنه لا يتقيد بمنهج الأشاعرة.
وكذلك يحتاج إلى معرفة مقاصده من إطلاقاته في ذلك الشأن عندما يقول _على سبيل المثال_: وهذا قول الأشاعرة، أو عندما يقول: وهذا قول أهل السنة، أو: وقد كان أهل السنة محقين في كذا وكذا، أو عندما يذكر السلف الصالح.
وهل يعد نفسه من الأشاعرة أوْ لا؟
مسائل تحتاج إلى بحث وتحرير بعدل وإنصاف وإحسان.
كما يمكن بحث بعض مسائل العقيدة مفردة، كمسائل القدر والحكمة والتعليل، أو تقرير الوحدانية عند ابن عاشور، أو نحو ذلك.
كما يمكن بحث: موقف ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير من الفرق الإسلامية.
إلى غير ذلك من المباحث العقدية الجديرة بالعناية.
٢_ علوم الحديث في تفسير التحرير والتنوير.
٣_ المسائل الأصولية في تفسير التحرير والتنوير، أو منهج ابن عاشور في تقرير مسائل الأصول في تفسيره التحرير والتنوير.
٤_ مقاصد الشريعة من خلال تفسير التحرير والتنوير.
٥_ مبتكرات القرآن من خلال تفسير التحرير والتنوير.
٦_ المسائل الفقهية من خلال تفسير التحرير والتنوير.
٧_ المسائل النحوية من خلال تفسير التحرير والتنوير.
٨_ المسائل الصرفية من خلال تفسير التحرير والتنوير.
٩_ فقه اللغة من خلال تفسير التحرير والتنوير، أو بحث بعض مسائل فقه اللغة كالمشترك، والمترادف، والمعرب، ونحو ذلك.
وقال صاحبنا الشاعر البليغ الشيخ عبدالعزيز المسعودي من أبيات في هذا المعنى:

فمن كان مسروراً يراه تغنياً ومن كان محزوناً يقول ينوح
والاقتصار على منطق الطير إيجاز؛ لأنه إذا علم منطق الطير وهي أبعد الحيوان عن الركون إلى الإنسان وأسرعها نفوراً منه _ علم أن منطق ما هو أكثر اختلاطاً بالإنسان حاصل له بالأحرى كما يدل عليه قوله _تعالى_ فيما يأتي قريباً: [فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا].
فتدل هذه الآية على أنه علم منطق كل صنف من أصناف الحيوان.
وهذا العلم سماه العرب علم الحُكْل _ بضم الحاء المهملة وسكون الكاف _ قال الحجاج وقيل ابنه رؤبة:
لو أنني أوتيت علم الحُكْل عِلْم سليمان كلام النمل
أو أنني عمرت عمر الحسل أو عمر نوح زمن الفطحل
كنت رهين هرم أو قتل
١٩/٢٣٦_٢٣٨
٤_ والهدهد: نوع من الطير وهو ما يقرقر، وفي رائحته نتن، وفوق رأسه قزعة سوداء، وهو أسود البراثن، أصفر الأجفان، يقتات الحبوب والدود، يرى الماء من بعد، ويحس به في باطن الأرض؛ فإذا رفرف على موضع علم أن به ماءً، وهذا سبب اتخاذه في جند سليمان.
قال الجاحظ: يزعمون أنه هو الذي كان يدل سليمان على مواضع الماء في قعور الأرضين إذا أراد استنباط شيء منها. ١٩/٢٤٥
٥_ وأما عقوبة الحيوان فإنما تكون عند تجاوزه المعتاد في أحواله، قال القرافي في تنقيح الفصول في آخر فصوله: سئل الشيخ عز الدين بن عبدالسلام عن قتل الهر الموذي هل يجوز؟ فكتب وأنا حاضر: إذا خرجت أذيتُه عن عادة القطط وتكرر ذلك منه قتل. ا هـ
قال القرافي: فاحترز بالقيد الأول عما هو في طبع الهر من أكل اللحم إذا ترك؛ فإذا أكله لم يقتل؛ لأنه طبعه، واحترز بالقيد الثاني عن أن يكون ذلك منه على وجه القلة، فإن ذلك لا يوجب قتله.
قال القرافي: وقال أبو حنيفة إذا آذت الهرة، وقصد قتلها لا تعذب، ولا تخنق بل تذبح بموسى حادة لقوله": =إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة+. ا هـ


الصفحة التالية
Icon