القاعدة السادسة عشرة
حذف جواب الشرط يدل على تعظيم الأمر وشدته في مقامات الوعيد
وذلك كقوله: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [السجدة: ١٢] ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ ﴾ [سبأ: ٥١] ﴿ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾ [البقرة: ١٦٥] ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ ﴾ [الأنعام: ٣٠] ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ﴾
[الأنعام: ٢٧]. فحذْف الجواب في هذه الآيات وشبهها أولى من ذِكْره، ليدل على عظمة ذلك المقام، وأنه لهوله وشدته وفظاعته لا يعبَّر عنه بلفظ ولا يُدرك بالوصف، مثله قوله تعالى:
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: ٥] أي لما أقمتم على ما أنتم عليه من التفريط والغفلة واللهو
القاعدة السابعة عشرة
بعض الأسماء الواردة في القرآن إذا أفرد دل
على المعنى المناسب له، وإذا قرن مع غيره دل
على بعض المعنى، ودل ما قرن معه على باقيه
ولهذه القاعدة أمثلة كثيرة
منها: الإيمان، أُفرد وحده في آيات كثيرة، وقُرن مع العمل الصالح في آيات كثيرة.
فالآيات التي أُفرد فيها يدخل فيه جميع عقائد الدين وشرائعه الظاهرة والباطنة، ولهذا يرتب الله عليه حصول الثواب، والنجاة من العقاب، ولولا دخول المذكورات ما حصلت آثاره. وهو عند السلف: قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح.
والآيات التي قرن الإيمان فيها بالعمل الصالح: كقوله ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [البقرة: ٢٧٧] يُفسَّر الإيمان فيها بما في القلوب من المعارف والتصديق، والاعتقاد والإنابة. والعمل الصالح بجميع الشرائع القولية والفعلية.