ج ١٠، ص : ١٦٦
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأمر حذيفة أن يردهم، وأبصر حذيفة غضب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فرجع ومعه محجن، واستقبل وجوه رواحلهم فضربها ضربا بالمحجن وأبصر القوم وهم متلثمون ولا يشعر إلا أن ذلك فعل المسافر، فأرعبهم اللّه سبحانه حين أبصروا حذيفة وظنوا أن مكرهم قد ظهر عليه فأسرعوا حتى خالطوا الناس، وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما أدركه قال :« اضرب الراحلة يا حذيفة وامش أنت يا عمار وراءها » فأسرعوا حتى استووا بأعلاها، فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لحذيفة « هل عرفت من هؤلاء الركب أحدا ؟ » قال حذيفة عرفت راحلة فلان وفلان، وقال : كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلثمون، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم « هل علمتم ما كان شأن الركب وما أرادوا ؟ » قالوا : لا واللّه يا رسول اللّه، قال :« فإنهم مكروا ليسيروا معى حتى إذا طلعت فى العقبة طرحونى منها » قالوا : أولا تأمر بهم يا رسول اللّه إذا فنضرب أعناقهم ؟ قال « أكره أن يتحدث الناس ويقولوا : إن محمدا قد وضع يده فى أصحابه » فسماهم لهما وقال :« اكتماهم ».
والصحيح فى عددهم ما
رواه مسلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال :« فى أمتى اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل فى سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدّبيلة (خرّاج ودمّل كبير يظهر فى الجوف يقتل صاحبه كثيرا) سراج من النار يظهر فى أكتافهم حتى ينجم من صدورهم »
أي كأنه سراج من النار.
(وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ) أي وما أنكر هؤلاء المنافقون من أمر الإسلام وبعثة الرسول صلى اللّه عليه وسلم فيهم شيئا يقتضى الكراهة والهم بالانتقام - إلا إغناء اللّه تعالى إياهم ورسوله من فضله بالغنائم التي هى عندهم أحب الأشياء لديهم فى هذه الحياة، وكانوا كسائر الأنصار فقراء فأغناهم اللّه


الصفحة التالية
Icon