ج ١٠، ص : ٥٧
[سورة التوبة (٩) : الآيات ٥ الى ٦]
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (٦)
تفسير المفردات
انسلاخ الأشهر : انقضاؤها والخروج منها، يقال : سلخ فلان الشهر وانسلخ منه، قال تعالى :« وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ » وقال شاعرهم :
إذا ما سلخت الشهر أهلكت مثله كفى قاتلى سلخى الشهور وإهلالى
والحرم : واحدها حرام، وهى الأشهر التي حرّم اللّه فيها قتالهم فى الأذان والتبليغ بقوله :« فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ » وقوله : وخذوهم، أي بالأسر، والأخيذ : الأسير، واحصروهم : أي امنعوهم من الخروج واحبسوهم، والمرصد :
الموضع الذي يرقب فيه العدو، يقال رصدت فلانا أرصده : إذا ترقبته، أي اقعدوا لهم على كل مرصد، واستجاره : طلب جواره، أي حمايته وأمانه، وقد كان من عادات العرب حماية الجار والدفاع عنه حتى يسمّون النصير : جارا، وأجره : أي، أمنه، ومأمنه : أي مسكنه الذي يأمن فيه، وهو دار قومه، وقوله : لا يعلمون أي ما الإسلام وما حقيقته، فلابد من إعطاء الأمان حتى يفهموا الحق ولا يبقى لهم معذرة.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه الأذان العام بالبراءة من عهود المشركين وسائر خرافاتهم وضلالاتهم على الوجه الذي سبق تفصيله، قفّى على ذلك بذكر ما يجب أن يفعله المسلمون معهم حين انقضاء الأجل المضروب لهم والأمان الذي أعطى لهم للضرب فى الأرض.