ج ١٣، ص : ١١٩
(وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) أي وسيعلم الكفار إذا قدموا إلى ربهم يوم لقيامة حين يدخل الرسول والمؤمنون الجنة ويدخلون النار، لمن العاقبة المحمودة إذ ذاك، وإن جهلوا ذلك من قبل ؟.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أسقف من اليمن فقال له عليه السلام : هل تجدنى فى الإنجيل رسولا ؟ قال لا فأنزل اللّه تعالى :
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا)
أي ويقول الجاحدون لنبوتك، الكافرون برسالتك، لست رسولا من عند اللّه أرسلك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور وتدعوهم إلى عبادة إله واحد لا شريك له، وتنقذهم من عبادة الأصنام والأوثان، وتصلح حال المجتمع البشرى، وتمنع عنه الظلم والفساد.
(قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) أي قل حسبى اللّه شاهدا بتأييد رسالتى، وصدق مقالتى، إذ أنزل علىّ هذا الكتاب الذي أعجز البشر قاطبة أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
(وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) وهم من أسلم من أهل الكتابين التوراة والإنجيل كعبد اللّه بن سلام وأضرابه فإنهم يشهدون بنعته فى كتابهم.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال : كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه، منهم عبد اللّه بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي رضى اللّه عنهم.
خلاصة هذه السورة
ترى مما تقدم فى تفسير هذه السورة أنها اشتملت على الأمور الآتية :
(١) إقامة الأدلة على التوحيد بما يرى من خلق السموات والأرض والجبال والأنهار والزرع والنبات على اختلاف ألوانه وأشكاله، وهذا تفصيل لما أجمله فى السورة