ج ١٦، ص : ٦٦
(إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) أي إذا تتلى على هؤلاء الأنبياء الذين أنعم اللّه عليهم أدلة اللّه وحججه التي أنزلها عليهم فى كتبه - خروا للّه سجدا استكانة له وتذللا، وخضوعا لأمره وانقيادا له، وهم باكون خشية منه وحذرا من عقابه.
قال صالح المرّى : قرأت القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فى المنام فقال :
يا صالح هذه القراءة فأين البكاء ؟
وفى الحديث « اتلوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا »
وعن ابن عباس : إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا، فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه ».
وقصارى ذلك - إنه سبحانه أبان علوّ أمرهم فى الدين والنسب والقرب منه.
جزاء خلف هؤلاء ممن ضل وغوى
[سورة مريم (١٩) : الآيات ٥٩ الى ٦٠]
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (٦٠)
تفسير المفردات
الخلف :(بسكون اللام) عقب السوء، ويقال لعقب الخير والصدق خلف (بفتح اللام)، أضاعوا الصلاة : أي تركوها بتاتا، اتبعوا الشهوات : أي انهمكوا فى المعاصي واللذات، غيّا : أي ضلالا، والمراد يلقون جزاءه فى نار جهنم.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه حزب السعداء وهم الأنبياء ومن تبعهم بإحسان ممن قاموا بحدود الدين فاتبعوا أوامره وأدّوا فرائضه وتركوا نواهيه - أردف هذا ذكر من