ج ٢١، ص : ٧٣
تفسير المفردات
المراد بلهو الحديث : الجواري المغنيات، وكتب الأعاجم، وقد اشتريت حقيقة.
وقال ابن مسعود : لهو الحديث : الرجل يشترى جارية تغنيه ليلا ونهارا،
وعن ابن عمر « أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول فى لهو الحديث : إنما ذلك شراء الرجل اللعب والباطل »،
وسبيل اللّه : هو دينه، والهزو : السخرية، مهين : أي تلحقهم به الإهانة، وقرا : أي صمما يمنعهم من السماع.
المعنى الجملي
بعد أن بين حال السعداء الذين يهتدون بكتاب اللّه، وينتفعون بسماعه وهم الذين قال اللّه فيهم :« اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ » - أردف ذلك ذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام اللّه، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب.
روى عن ابن عباس أن الآية نزلت فى النضر بن الحارث اشترى قينة (مغنية) وكان لا يسمع بأحد يريد الإسلام إلا انطلق بها إليه، فيقول : أطعميه واسقيه وغنيه، ويقول : هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام، وأن تقاتل بين يديه.
وروى عن مقاتل أنه كان يخرج تاجرا إلى فارس، فيشترى كتب الأعاجم فيرويها ويحدّث بها قريشا، ويقول لهم : إن محمدا يحدثكم. حديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم