ج ٢٢، ص : ١١١
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميّت الأحياء
إنما الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء
ويرى بعضهم أن الميت بالتخفيف هو الذي مات، والميت بالتشديد، والمائت هو الذي لم يمت بعد وأنشد :
ومن يك ذا روح فذلك ميّت وما الميت إلا من إلى القبر يحمل
والمراد أنه لا نبات فيه، والنشور : إحياء الأموات يقال نشر اللّه الميت وأنشره، أي أحياه، العزة : أي الشرف والمنعة من قولهم أرض عزاز : أي صلبة، والكلم الطيب : هو التوحيد أو الذكر أو قراءة القرآن، وصعوده إلى اللّه : قبوله، والعمل الصالح : هو ما كان بإخلاص، يرفعه : أي يقبله، يمكرون : أي يعملون على وجه المكر والخديعة، والسيئات : المكرات السيئات كأن يراءوا المؤمنين في أعمالهم يوهمونهم أنهم في طاعة اللّه، يبور : أي يفسد من البوار وهو الهلاك، أزواجا :
أي أصنافا ذكرانا وإناثا، يعمر من معمر : أي يمدّ في عمر أحد، فى كتاب :
أي في صحيفة المرء.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر عز اسمه أن الكافرين لهم عذاب شديد يوم القيامة، وأن الذين يعملون الصالحات لهم أجر كبير عند ربهم في ذلك اليوم - أردف ذلك بيان أن هذا اليوم لا ريب فيه، وضرب المثل الذي يدل على تحققه لا محالة، ثم ذكر أن من يريد العزة فليطع اللّه ورسوله، ولا يتعزز بعبادة الأصنام والأوثان كما أخبر اللّه عنهم « وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا » وأن العمل الطيب يرفع إلى اللّه ويحفظ لديه ويجازى. عليه، ثم أعقب ذلك بأن من يمكر بالمؤمنين ويريد خداعهم فاللّه يفسد عليه تدبيره ويجازيه بما عمل شر الجزاء، وبعد أن ذكر دليل البعث بما يشاهد فى الآفاق من دلائل القدرة، ذكر دليلا عليه بما يرى في الأنفس من اختلاف