ج ٢٦، ص : ١١٤
[سورة الفتح (٤٨) : آية ٢٩]
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩)
تفسير المفردات
أشداء : واحدهم شديد، رحماء : واحدهم رحيم، فضلا : أي ثوابا، والسيماء والسيمياء من السومة (بالضم) وهى العلامة قال :
غلام رماه اللّه بالحسن يافعا له سيمياء لا تشق على البصر
مثلهم : أي وصفهم العجيب الجاري مجرى الأمثال فى الغرابة، والشطء : فروخ الزرع، وهو ما خرج منه وتفرع فى شاطئيه : أي جانبيه وجمعه أشطاء، وشطأ الزرع وأشطأ : إذا أخرج فراخه، وهو فى الحنطة والشعير والنخل وغيرها، وآزره : أعانه وقوّاه وأصله من المؤازة وهى المعاونة، واستوى على سوقه : أي استقام على قصبه وأصوله، والسوق، واحدها ساق.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر أنه أرسل رسوله بالهدى ودين الإسلام، ليعلى شأنه على سائر الأديان أردف هذا بيان حال الرسول والمرسل إليهم، فوصفهم بأوصاف كلها مدائح لهم، وذكرى لمن بعدهم، وبها سادوا الأمم، وامتلكوا الدول، وقبضوا على ناصية العالم أجمع، وهى :
(١) إنهم غلاظ على من خالف دينهم وناوأهم العداء، رحماء فيما بينهم.
(٢) إنهم جعلوا الصلاة والإخلاص للّه ديدنهم فى أكثر أوقاتهم.
(٣) إنهم يرجون بعملهم الثواب من ربهم والزلفى إليه ورضاه عنهم.


الصفحة التالية
Icon