ج ٢٦، ص : ٢٨
تفسير المفردات
أخا عاد : هو هود عليه السلام، والأحقاف : واحدها حقف (بالكسر والسكون) وهو رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء، سمى به واد بين عمّان ومهرة كانت تسكنه عاد، وكانوا أهل عمل، سيارة فى الربيع، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم، وهم من قبيلة إرم، والنذر : واحدهم نذير أي منذر، من بين يديه : أي من قبله، ومن خلفه : أي من بعده، لتأفكنا : أي لتصرفنا، عن آلهتنا : أي عن عبادتها، بما تعدنا : أي من معاجلة العذاب على الشرك : إنما العلم عند اللّه، أي العلم بوقت نزوله عند اللّه، والعارض : السحاب الذي يعرض فى أفق السماء قال الأعشى :
يا من رأى عارضا قد بتّ أرمقه كأنما البرق فى حافاته الشّعل
مستقبل أوديتهم : أي متجها إليها، تدمّر : أي تهلك، حاق : أي نزل، صرفنا :
أي بيّنا ونوّعنا، الآيات : الحجج والعبر، فلو لا : أي فهلا، نصرهم : أي منعهم، قربانا : أي متقربا بها إلى اللّه، ضلوا عنهم : أي غابوا عنهم، إفكهم : أي أثر إفكهم وصرفهم عن الحق، وما كانوا يفترون أي وأثر افترائهم وكذبهم.
المعنى الجملي
بعد أن أورد سبحانه الدلائل على إثبات التوحيد والنبوة التي أعرض عنها أهل مكة ولم يلتفتوا إليها ولم تجدهم فتيلا ولا قطميرا، لاستغراقهم فى الدنيا واشتغالهم بطلبها - أردف هذا ذكر قصص عاد وما حدث منهم مع نبيهم هود عليه السلام وضرب لهم به المثل ليعتبروا فيتركوا الاغترار بما وجدوه من الدنيا، ويقبلوا على طاعة اللّه، فقد كانوا أكثر منهم أموالا وأقوى منهم جندا، فسلط اللّه عليهم العذاب بسبب كفرهم، ولم يغن عنهم مالهم من اللّه شيئا.