ج ٢٦، ص : ٦٠
تفسير المفردات
آنفا : أي قبيل هذا الوقت، مأخوذ من أنف الشيء لما تقدم منه، وأصل ذلك الأنف بمعنى الجارحة ثم سمى به طرف الشيء ومقدمه وأشرفه، آتاهم : أي ألهمهم، بغتة : أي فجأة، والأشراط : العلامات، واحدها شرط (بالسكون والفتح) ومنه أشراط الساعة، قال أبو الأسود الدؤلي :
فإن كنت قد أزمعت بالصّرم بيننا فقد جعلت أشراط أوله تبد
وفأنى لهم : أي كيف لهم، ذكراهم : أي تذكرهم، متقلبكم : أي تقلبكم لأشغالكم فى الدنيا، ومثواكم : أي مأواكم فى الجنة أو النار.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر حال المشركين وبين سوء مغبتهم - أردف هذا بيان أحوال المنافقين الذين كانوا يحضرون مجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فيسمعون كلامه ولا يعونه تهاونا واستهزاء به، حتى إذا خرجوا من عنده قالوا للواعين من الصحابة : ما ذا قال قبل افتراقنا وخروجنا من عنده ؟ - وهؤلاء قد طبع اللّه على قلوبهم، واتبعوا أهواءهم، ومن ثم تشاغلوا عن سماع كلامه وأقبلوا على جمع حطام الدنيا، ثم أعقبه بذكر حال من اهتدوا، وألهمهم ربهم ما يتقون به النار، ثم عنّف أولئك المكذبين وذكر أن عليهم أن يرعووا قبل أن تجىء الساعة التي بدت علاماتها بمبعث محمد صلّى اللّه عليه وسلم والذكرى لا تنفع حينئذ، ثم أمر رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم بالثبات على ما هو عليه من وحدانية اللّه وإصلاح نفسه بالاستغفار من ذنبه، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات، واللّه هو العليم بمتصرفكم فى الدنيا ومصيركم إلى الجنة أو إلى النار فى الآخرة.