ج ٢٧، ص : ١١٧
أجبته، وكم من جديد أحدثته، وكم من ضعيف فى الحياة أرحته، إما بصحة تسعده، أو بموت من سجن المادة يخرجه.
[سورة الرحمن (٥٥) : الآيات ٣١ الى ٣٦]
سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (٣١) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٢) يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (٣٥)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٦)
تفسير المفردات
سنفرغ لكم : أي سنتجرد لحسابكم وجزائكم يوم القيامة، والمراد التوفر على الجزاء والانتقام منهما.
قال الزجاج : الفراغ فى اللغة على ضربين : أحدهما الفراغ من الشغل، والآخر القصد للشىء والإقبال عليه كما هنا اه.
والثقلان : الجن والإنس كما علمت، أن تنفذوا : أي تخرجوا، والأقطار :
الجوانب واحدها قطر، والسلطان : القوة والقهر، والشواظ : اللهب الخالص، والنحاس :
الدخان الذي لا لهب فيه، قال النابغة الذبياني :
تضىء كضوء السراج السليط لم يجعل اللّه فيه نحاسا فلا تنتصران : أي فلا تمتنعان من اللّه ولا يكون لكما منه ناصر.
المعنى الجملي
بعد أن عدّد سبحانه نعماءه على عباده فى البر والبحر وفى الأرض والسماء، ليشكروه على ما أنعم، ويعبدوه وحده على ما أعطى وتمم، وذكر أنهم مفتقرون إليه آناء الليل