ج ٢٧، ص : ٢٩
وكل من المؤمن والكافر لا ينسى ما كان له فى الدنيا، وتزداد لذة المؤمن إذا رأى نفسه قد انتقلت من سجن الدنيا إلى نعيم الجنة، ومن الضيق إلى السعة وتزداد آلام الكافر إذا رأى نفسه انتقل من الترف إلى التلف، ومن النعيم إلى الجحيم.
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ٢٩ الى ٣٤]
فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣)
فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِن ْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤)
تفسير المفردات
فذكر : أي فاثبت على ما أنت عليه من التذكير، والكاهن : من يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضرب من الظن، والعرّاف : من يخبر بالأخبار المستقبلة كذلك قاله الراغب، ونتربص : أي ننتظر، والمنون : الدهر، وريبه : حوادثه وصروفه قال أبو ذؤيب :
أمن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
وقال آخر :
تربّص بها ريب المنون لعلها تطلّق يوما أو يموت حليلها
الأحلام : العقول، والطغيان : تجاوز الحد فى المكابرة والعناد، تقوّله : أي اختلقه من تلقاء نفسه، إذ التقول لا يستعمل غالبا إلا فى الكذب.