ج ٢٧، ص : ٦٤ (١٠) إنه هو رب الشعرى، وكانت خزاعة تعبدها (١١) إنه أهلك عادا الأولى، وقد كانوا أول الأمم هلاكا بعد قوم نوح.
(١٢) إنه أهلك ثمود فما أبقاهم، بل أخذهم بذنوبهم.
(١٣) إنه أهلك قوم نوح من قبل عاد وثمود، وقد كانوا أظلم من الفريقين.
(١٤) إنه أهلك المؤتفكة وهى قرى قوم لوط وقد انقلبت بأهلها، وغطّاها بحجارة من سجيل.
الإيضاح
(أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى : وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى. أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى ؟ ) أي أعلمت شأن هذا الكافر ؟ وهل بلغك شأنه العجيب، فقد أشرف على الإيمان واتباع هدى الرسول، فوسوس له شيطان من شياطين الإنس بألا يقبل نصح الناصح، ويرجع إلى دين آبائه، ويتحمل ما عليه من وزر إذا هو أعطاه قليلا من المال، فقبل ذلك منه، لكنه ما أعطاه إلا قليلا حتى امتنع من إعطائه شيئا بعد ذلك، أ فعنده علم بأمور الغيب، فهو يعلم أن صاحبه يتحمل عنه ما يخاف من أوزاره يوم القيامة ؟.
وقصارى ذلك - أخبرنى بأمر هذا الكافر وحاله العجيبة، إذ قبل أن سواه يحمل أوزاره إذا أدّى له أجرا معلوما، أ أنزل عليه وحي فرأى أن ما صنعه حق ؟
ثم أكد هذا الإنكار فذكر أن الشرائع التي يعرفونها على غير هذا فقال :
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) أي ألم يخبر بما نصت عليه التوراة، وما ذكر فى شرائع إبراهيم الذي وفّى بما عاهد اللّه عليه، وأتم ما أمر به، وأدى رسالته على الوجه المرضى، يدل على ذلك قوله :« وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ».