ج ٢٧، ص : ٧٥
تفسير المفردات
اقتربت : أي دنت وقربت، وانشق القمر : أي انفصل بعضه من بعض وصار فرقتين، آية : أي دليلا على نبوتك، مستمر : أي مطرد دائم، أهواءهم : أي ما زينه لهم الشيطان من الوساوس والأوهام، مستقر : أي منته إلى غاية يستقر عليها لا محالة، الأنباء أخبار القرون الماضية وما حاق بهم من العذاب جزاء تكذيبهم للرسل، واحدها نبأ، بالغة : أي واصلة غاية الإحكام والإبداع، تغنى : أي تفيد وتنفع، والنذر : واحدهم نذير بمعنى منذر، فتولّ عنهم : أي لا تجادلهم ولا تحاجهم، نكر : أي أمر تنكره النفوس إذ لا عهد لها بمثله، خشعا : واحدهم خاشع : أي ذليل، والأجداث : القبور، مهطعين :
أي مسرعين منقادين، عسر : أي صعب شديد الهول.
المعنى الجملي
يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء فى قوله :(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ)
روى أنس « أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سفّ يسير، فقال : والذي نفسى بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ».
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول :(بعثت أنا والساعة هكذا، وأشار بإصبعيه السبّابة والوسطى).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا إن هذا إلا سحر منك يتلو بعضه بعضا ثم أخبر أن أمرهم سينتهى بعد حين


الصفحة التالية
Icon