ج ٢٧، ص : ٨٩
امتحانا واختبارا، فارتقبهم : أي فانتظرهم، واصطبر : أي واصبر على أذاهم، والشّرب :
النصيب، محتضر : أي يحضره صاحبه فى نوبته، فتحضر الناقة مرة ويحضرون أخرى، صاحبهم : هو قدار بن سالف أحيمر ثمود، فتعاطى : أي فاجترأ على تعاطى الأمر العظيم غير مكترث به، فعقر : أي فضرب قوائم الناقة بالسيف، صيحة واحدة : هى صيحة صاحها جبريل عليه السلام، والهشيم : ما تهشم وتفتت من الشجر، والمحتظر : الذي يعمل الحظيرة فتتساقط منه بعض أجزاء وتتفتت حال العمل.
المعنى الجملي
قص اللّه علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أ نحن العدد الجمّ، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفى ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدّعيه من الوحى عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدا وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم اللّه فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
الإيضاح
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ) أي كذبت ثمود بنذر اللّه ورسله الذين بعثهم لخلقه، وهم وإن كذبوا صالحا فحسب، فإن تكذيبه تكذيب لهم جميعا، لاتفاقهم على الأصول العامة للتشريع، وهى التوحيد ومجىء الرسل واليوم الآخر.
ثم فصل تكذيبهم وحكى عنهم مقالهم فقال :
(فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ ؟ ) أي أ نتبع واحدا من الدهماء، لا من علية