ج ٢٨، ص : ١٢
شرح المفردات
الذين نهوا عن النجوى : هم اليهود والمنافقون، بالإثم : أي بما هو معصية وذنب، والعدوان : الاعتداء على غيرهم كمعصية الرسول ومخالفته، لو لا يعذبنا اللّه : أي هلا يعذبنا بسبب ذلك، حسبهم جهنم : أي عذاب جهنم كاف لهم، يصلونها : أي يقاسون حرّها.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أنه عليم بالسر والنجوى، وأنه لا تخفى عليه خافية من أمرهم، فهو عليم بما يكون من التناجي بين الثلاثة والخمسة والأكثر والأقل، ومجازيهم على ما يكون من التناجي - خاطب رسوله معجّبا له من اليهود والمنافقين الذين نهوا عن التناجي دون المؤمنين، فعادوا لما نهوا عنه، وما كان تناجيهم إلا بما هو إثم وعدوان على غيرهم، ثم ذكر أنهم كانوا إذا جاءوا الرسول حيّوه بغير تحية اللّه، فيقولون له : السام عليك (يريدون الموت) ثم يقولون فى أنفسهم : لو كان رسولا لعذبنا اللّه للاستخفاف به، وإن جهنم لكافية جد الكفاية لعذابهم ثم نهى المؤمنين أن يفعلوا مثل فعلهم، بل يتناجون بالبر والتقوى ثم بين أن التناجي بالإثم والعدوان من الشيطان ولن يضيرهم شىء منه إلا بإذن اللّه، فعليه فليتوكلوا.