ج ٢٨، ص : ٢٥
شرح المفردات
يحادون : أي يعادون ويشاقون، فى الأذلين : أي فى جملة أذلّ خلق اللّه، لأن ذلة أحد المتخاصمين على مقدار عزة الآخر، كتب اللّه : أي قضى وحكم، لأغلبنّ : أي بالحجة والسيف، وأيدهم : أي قواهم، بروح من عنده : أي بنور يقذفه فى قلب من يشاء من عباده، لتحصل له الطمأنينة والسكينة.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر حال أولئك المنافقين الذين يحلفون كذبا إنهم مؤمنون، ويمالئون المؤمنين طورا واليهود طورا آخر اكتسابا لرضا الفريقين، ثم بين أن الذي حملهم على ذلك هو الشيطان، إذ غلبهم على أمرهم حتى أنساهم ذكر اللّه وما يجب له من تعظيم ووجوب اعتقاد باليوم الآخر، ثم حكم عليهم بأن صفقتهم خاسرة، لأنهم باعوا الباقي بالفاني والزائل الذي لا دوام له بما هو دائم أبدا سرمدا - بين هنا سبب خسرانهم وهو أنهم شاقوا اللّه ورسوله وعصوا أمرهما، فكتب عليهم الذلة فى الدنيا والآخرة، إذ قد قضى بأن العزة والغلب له ولرسله، والذلة لأعدائه ثم ذكر أن الإيمان الحق لا يجتمع مع موالاة أعدائه مهما قرب بهم النسب بأن كانوا آباء أو أبناء أو إخوانا أو من ذى العشيرة، لأن المحادين كتبت عليهم الذلة، وأولئك كتبت لهم العزة، وقوّاهم ربهم بالطمأنينة والثبات على الإيمان، وهم جند اللّه وناصر ودينه،