ج ٢٨، ص : ٤٧
شرح المفردات
نافقوا : أي أظهروا غير ما أضمروا، وبالغوا فى إخفاء عقائدهم، والإخوان :
الأصدقاء واحدهم أخ، والأخ من النسب جمعه إخوة، لننصرنكم : أي لنعاوننكم، ليولنّ الأدبار : أي ليفرّن هار بين، أشد رهبة فى صدورهم من اللّه : أي إنهم يخافونكم فى صدورهم أشد من خوفهم للّه، لا يفقهون : أي لا يعلمون عظمته تعالى حتى يخشوه حق خشيته، جميعا : أي مجتمعين، محصنة : أي بالدروب والخنادق وغيرها، جدر :
أي حيطان واحدها جدار، بأسهم : أي حربهم، وشتى : أي متفرقة، واحدها شتيت، وبال أمرهم : أي سوء عاقبتهم، من قولهم : كلأ وبيل : أي وخيم سيىء العاقبة.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه ما حدث لبنى النضير من الاستسلام خوفا ورهبة، لما قذفه فى قلوبهم من الرعب، ثم ذكر مصارف الفيء التي تقدمت - أردفه بذكر ما حصل من مناصحة المنافقين عبد اللّه بن أبىّ ابن سلول ورفقته لأولئك اليهود، وتشجيعهم لهم على الدفاع عن ديارهم ومحاربتهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بما قصه اللّه علينا وفصّله أتمّ تفصيل، ليكون فى ذلك عبرة لنا وإنا لنشاهد كل يوم أن الناس يضل بعضهم بعضا ويغوونهم ثم يتركونهم فى حيرة من أمرهم لا يجدون لهم مخلصا مما وقعوا فيه.
أخرج ابن إسحق وابن المنذر وأبو نعيم عن ابن عباس : أنها نزلت فى رهط من


الصفحة التالية
Icon