ج ٣، ص : ١١
[سورة البقرة (٢) : آية ٢٥٥]
اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)
تفسير المفردات
اللّه هو المعبود بحق، والعبادة استعباد الروح وإخضاعها لسلطة غيبية لا تحيط بها علما، ولا تدرك كنهها وحقيقتها، وكل ما ألّهه البشر من جماد ونبات وحيوان وإنسان، فقد اعتقدوا فيه هذا السلطان الغيبى استقلالا أو تبعا لسواه، والحي هو ذو الحياة، والحياة هى مبدأ الشعور والإدراك والحركة والنمو، وهى بهذا المعنى مما يتنزه عنها اللّه سبحانه، فالمراد بها بالنسبة إليه تعالى الوصف الذي يعقل معه الاتصاف بالعلم والإرادة والقدرة، والقيوم القائم على حلقه بتدبير آجالهم وأعمالهم وأرزاقهم كما قال تعالى « أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ » والأخذ : الغلبة والاستيلاء، والسّنة : النعاس، وهو فتور يسبق النوم، قال عدىّ بن الرقاع :
وسنان أقصده النّعاس فرنّقت فى عينه سنة وليس بنائم
والنوم : حال تعرض للحيوان بها تقف الحواس الظاهرة عن الإحساس والشعور، والكرسي : هو العلم الإلهى، وآده الشيء : يئوده إذا أثقله ولحقه منه مشقة، والعلىّ :
هو المتعالي عن الأشباه والأنداد، والعظيم : هو الكبير الذي لا شىء أعظم منه.
المعنى الجملي
أمرنا سبحانه قبل هذا بالإنفاق في سبيله قبل أن يأتي اليوم الذي لا تنفع فيه شفاعة الشافعين، ولا يغنى مال يعطى فدية عن العاصين، ولا تنفع صداقة لدي الرؤساء