٤- اتسعت الرواية بالإسرائيليات في تلك الفترة، اتساعا كبيرا ودون كثير منها في التفسير.
المرحلة الخامسة:
وهي من أهم مراحل التفسير وأخطرها، وكأنما كان كل ما شاب التفسير في المراحل السابقة من كدر إنما هو تمهيد وتوطئة لتلك المرحلة.
حيث وجدت فيها طائفة من أعداء الإسلام فرصة لبث أفكارهم وشبهاتهم ودس أكاذيبهم عبرها.
وكان من خصائص تلك المرحلة أنهم اختصروا فيها الأسانيد ونقلوا الآثار المروية عن السلف دون أن ينسبوها لقائليها١؛ مما سهل لأعداء هذا الدين وممن يريد الكيد له أن يبث سمومه بهذه الطريقة فتلتبس على كثير من المسلمين.
ومن خصائصها أن ازداد القول في التفسير بالرأي واتسع مجاله المذموم منه والمحمود، وتجرءوا على القول في القرآن من غير علم وحرص بعضهم على الإكثار من إيراد الأقوال في تفسير الآية الواحدة، فصار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده، فيأتي من بعده فيظنه صحيحا أو أن له أصلا.
أما عن الإسرائيليات وغزوها للتفسير في هذه المرحلة فحدث ولا حرج، فهو عصرها الذهبي واشتغلوا بها عن البحث الجاد الأسمى في أمور الدين.
المرحلة السادسة:
وهي نتيجة حتمية للمرحلة السابقة، حيث انفتح الباب على مصراعيه فدخل منه الغث والسمين، الصحيح والعليل، ولم يزل الباب مفتوحا إلى عصرنا هذا.
فدخل في التفسير من هو ليس من أهله وتحول مسار التفسير إلى أن يعتني أرباب العلوم بما يوافق مذاهبهم وعلومهم، فكان كل من برع في علم من العلوم

١ الإتقان في علوم القرآن: السيوطي ج٢ ص١٩٠.


الصفحة التالية
Icon