"أعتقها؛ فإنها مؤمنة" رواه مسلم١، وقوله: "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا"، متفق عليه٢.
إلى أمثال هذه الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه بما يخبر به.
فإن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
الإيمان بكتبه:
ومن الإيمان بالله وبكتبه الإيمان بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تعالى تكلم به حقيقة، وأن هذا القرآن الذي أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره.
الإيمان باليوم الآخر:
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- مما يكون بعد الموت، فيؤمنون بفتنة القبر وبعذاب القبر وبنعيمه وبالبعث والموازين والدواوين -وهي صحائف الأعمال- فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، وبالحساب وبالعرض والحوض والصراط وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق الخاطف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم، ويؤمنون بالشفاعة، ويؤمنون بأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار، وتفاصيل ذلك مذكورة في
٢ صحيح البخاري، كتاب المواقيت ج١ ص١٣٩؛ صحيح مسلم، كتاب المساجد ج١ ص٤٣٩.