الكتب المنزلة من السماء، والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء، وفي العلم الموروث عن محمد -صلى الله عليه وسلم- من ذلك ما يشفي ويكفي.
الإيمان بالقدر:
وتؤمن الفرقة الناجية -أهل السنة والجماعة- بالقدر خيره وشره، والإيمان بالقدر على درجتين:
الأولى: الإيمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلا، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال.
الثانية: مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه ما في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله سبحانه لا يكون في ملكه إلا ما يريد وأنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم والعبد هو المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أفعالهم ولهم إرادة، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم، كما قال تعالى: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ، وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ١.
ومن أصول أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
ولا يكفرون أحدا من أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر، بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في آية القصاص: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ﴾ ٢، ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية ولا يخلدونه في النار، ويقولون: هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته.
ومن أصول أهل السنة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله -صلى

١ سورة التكوير: الآيتان ٢٨-٢٩.
٢ سورة البقرة: الآية ١٧٨.


الصفحة التالية
Icon