يمين الرحمن:
والحديث عن يمين الرحمن حديث عن يدي الله سبحانه وتعالى، وعقيدة أهل السنة في ذلك أن لله تعالى يدين مختصتين به ذاتيتين له كما يليق بجلاله، وأنه سبحانه خلق آدم بيده وأنه يقبض الأرض ويطوي السموات بيده اليمنى وأن يديه مبسوطتان، ومعنى بسطهما بذل الجود وسعة العطاء١، وقد أثبت أهل السنة اليدين لله تعالى؛ لنصوص القرآن الكريم الكثيرة، ومنها قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ ٢، وقال سبحانه: ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ ٣، وقال عز وجل: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ ٤، وقال سبحانه: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾ ٥.
وقد تواتر في السنة مجيء اليد في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم١.
هذه بعض الأبحاث الداخلة تحت عقيدة الإيمان بالله عند أهل السنة، وإنما خصصناها بالذكر لورود بعض التفاسير المخالفة لها عند بعض أرباب الفرق فيما سيأتي من أبحاث. أما العقيدة في القرآن الكريم فهي:
القرآن كلام الله منزل غير مخلوق:
يعتقد أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد
٢ سورة المائدة: من الآية ٦٤.
٣ سورة ص: من الآية ٧٥.
٤ سورة الزمر: من الآية ٦٧.
٥ سورة يس: من الآية ٧١.