كفر، وقد ذمه الله وأوعده بسقر حيث قال تعالى: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ ١، فلما أوعد الله بسقر لمن قال: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ ١ علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر٢.
تلكم عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن الكريم، قال عنها شارح الطحاوية: "هذه قاعدة شريفة وأصل كبير من أصول الدين ضل فيه طوائف كثيرة من الناس، وهذا الذي حكاه الطحاوي -رحمه الله- هو الحق الذي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة لمن تدبرهما، وشهدت به الفطرة السليمة التي لم تغير بالشبهات والشكوك والآراء الباطلة"٢.
سلامة القرآن من التحريف:
قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ٣، وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ ٤.
لذا ولغيره من النصوص أجمع أهل السنة على سلامة القرآن من التحريف أو التغيير أو التبديل أو الزيادة أو النقص، ومن اعتقد أن القرآن الكريم غير محفوظ فقد خرج عن ربقة الإسلام.
ونصوص علماء أهل السنة في ذلك كثيرة، ومنها قول القاضي عياض رحمه الله تعالى: قد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض، المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ إلى آخر ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك

١ سورة المدثر: الآيتان ٢٥-٢٦.
٢ شرح الطحاوية ص١٧٩.
٣ سورة الحجر: الآية ٩.
٤ سورة فصلت: من الآيتين ٤١-٤٢.


الصفحة التالية
Icon