زعم أنه بعد النبي ﷺ يكون لقرابة الخليفة الذي يوليه المسلمون، فلا يخفى ضعفهما والله تعالى أعلم"١.
وخلاصة رأيه -رحمه الله تعالى- أن الخمس من الغنائم في الحروب يُقسم إلى خمسة أسهم: أما سهم رسول الله ﷺ بعد وفاته فيصرف في مصالح المسلمين، وسهم ذوي القرى فيصرف لبني هاشم والمطلب، أما أسهم اليتامى والمساكين وابن السبيل فليس المراد بهم يتامى ومساكين أهل البيت؛ بل هو عام ليتامى ومساكن المسلمين.
وهذا الذي قاله الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- هو الذي قال به أصحاب المذاهب الأربعة مع بعض الاختلافات الفرعية خلافًا للشيعة كما سيأتي بيانه إن شاء الله، وهو أيضًا ما قال به طائفة المفسرين في العصر الحديث.
ومنهم الشيخ جمال الدين القاسمي؛ فقد بين هذا إجمالًا وتفصيلًا، قال في إجماله: " ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ أي: قل أو كثر من الكفار ﴿فَأَنَّ لِلَّهِ﴾ أي: الذي منه النصر المتفرع عليه الغنيمة ﴿خُمُسَهُ﴾ شكرًا له على نصره وإعطائه الغنيمة، و ﴿وَلِلرَّسُولِ﴾ أي: الذي هو الأصل في أسباب النصر، و ﴿وَلِذِي الْقُرْبَى﴾ وهم بنو هاشم والمطلب، و ﴿وَالْيَتَامَى﴾ أي: مَن مات آباؤهم ولم يبلغوا؛ لأنهم ضعفاء. ﴿وَالْمَسَاكِينِ﴾ لأنهم أيضًا ضعفاء كاليتامى. ﴿وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ وهو المسافر الذي قطع عليه الطريق، ويريد الرجوع إلى بلده، ولا يجد ما يتبلغ به"٢. هذا ما ذكره -رحمه الله تعالى- إجمالًا، ولا موجب لذكر تفصيله خشية الإطالة.
ومن المفسرين أيضًا الذين ذكروا ما ذكره الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله تعالى- فقال: " ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ أي: أخذتم من مال الكفار قهرًا بحق، قليلًا كان أو كثيرًا". ثم قال: "وأما هذا الخمس فيقسم خمسة أسهم: سهم لله ولرسول يصرف في مصالح المسلمين العامة من غير تعيين

١ أضواء البيان، محمد الأمين الشنقيطي، ج٢ ص٣٢٨.
٢ تفسير القاسمي: ج٨ ص٢٩٩٧.


الصفحة التالية
Icon