العاجزين مع اعترافه سلفا بالقصور عن الكفاية الكاملة والقدرة الموفورة حيث يقول: "مهما يكن لهذه المطالب من أثر يثقل خطانا ويؤخر أثمار دراستنا ويشعرنا بالنقص ويعود علينا باللائمة فإن هذه هي الحقيقة، وهذا هو الواجب، وأولى لنا أن نؤثر تقرير هذه الحقيقة على أن نكذب على أنفسنا وعلى الأجيال، فنزعم الكفاية الكاملة والقدرة الموفورة، ولئن لم يكن لنا من الكمال إلا الشعور بالنقص فذلك أجمل بنا من التزيد الزائف وليس الذي نبغيه من هذا المنهج مستحيلا ولا بعيد التحقق، فقد شعر أسلافنا بجملته، وفاموا ببعضه للقرآن، ثم قام المحدثون به كله لكتبهم الأدبية والدينية، ولن نكون نحن بين هؤلاء وأولئك الضائعين العاجزين!! "١.
ولئن كان الأستاذ الخولي قد صرح مرارا أن الدافع له لتأصيل هذا المنهج والدعوة إليه هو إشارة القدماء حين قسموا العلوم الإسلامية إلى ثلاثة أقسام عدُّوا منها علما لا نضج ولا احترق وهو علم البيان والتفسير -إن كان الخولي عد هذا منطلقا لقيامه بخدمة علم البيان وعلم التفسير في كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول٢، فلقد انتهى به الأمر بالتفسير في نهاية نظريته إلى أن أصبح علما لم يبدأ بعد كما يقول د/ محمد شريف، ولكن من الممكن له أن يبدأ بل أن ينمو وينضج إذا ما سار على ذلك الدرب الشاق٣ الذي شقه الأستاذ أمين وسار فيه خطوات.

١ التفسير معالم حياته منهجه اليوم، ص٤٦-٤٧.
٢ المرجع السابق، ص٣٣.
٣ اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر: د/ محمد إبراهيم شريف، ص٥١٠.


الصفحة التالية
Icon