الأحاديث وأكتفى هنا بالصورة التي قدمها الدكتور كامل علي سعفان لهذه الأحاديث علما أن هذه الصورة ليست إلا خطوطا رئيسة لأفكارها وحسبي وحسبه أنها تشير إلى طريقة الأستاذ في التفسير أو مرحلة مر بها وهي خلاصة لهذا البحث، قال:
"إن في الإنسان غريزة فطرية إذا ما واتتها التربية الصحيحة كانت تلك الغريزة مصدر خير ونفع للإنسان، ومبعث آمال تقية الخطر وتجنبه الضرر وتحمي وجوده وحضارته، وإذا ما لاقت تربية سيئة لا تسلم معها الروح كانت مصدر شقاء وضرر، ومبعث نقائص تخزي الإنسان، وتعرض وجوده للدمار، وتكتب عليه الهزيمة والخذلان"، "تلك الغريزة فيما يقول قوم من النفسيين غريزة الخوف"، "هذا الخوف الغريزي النافع باعتداله هو ما يعنيه الناس حين يقولون: من خاف سلم، وهذا الخوف الأدبي المصلح هو ما يريده القرآن في مثل قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ ١.
لكن هذه الفائدة المادية والأدبية، وهذا الخير في الجسم والروح ينقلب شرا ذريعا إذا ما جاوزت الغريزة اعتدالها فآلت إلى ذعر وهرب".
ومع غريزة الخوف غريزة السيطرة التي يعليها القرآن حين "يردف القوة بالعزة في مثل قوله: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ٢، ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيز﴾ ٣ إلى كثير مما ورد في ذلك.
فالإله في وصف القرآن: قوي عزيز غالب، له الغلبة ولرسله وله من السماء ما يناسب ذلك فهو القهار، الجبار، والمعز، والمذل، والخافض، والرافع، وما ماثل هذا.
والعبد الرباني هو الذي يتحلى بمعاني صفات الله وأسمائه ويسعى
٢ سورة المجادلة: الآية ٢١.
٣ سورة هود: الآية ٦٦.