فِي ضَلالٍ مُبِين} ١، ﴿إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَة﴾ ٢، ﴿وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِين﴾ ٣، ﴿سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون﴾ ٤ إلخ.
بل نراهم يكيدون لهم بالقوة الباطشة الطائشة: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا﴾ ٥، ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوك﴾ أي يعجزوك عن الحركة ﴿أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ ٦، كان ذلك وما يشبهه من عنف أهوج نصيب الرسل ممن يدعون، فإذا القرآن يعالجه بتهوين وقعه على الرسل وإصلاح نفسيتهم وإرشادهم إلى ما يحفظ طمأنينتهم من مثل قوله: ﴿فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ ٧، ﴿وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا﴾ ٨ واسمعه إذ يأمر الرسول بالصبر على ما يقال فيعينه على الصبر بأن يكره بالقدوة الصالحة من أسلافه الأقوياء فيقول: ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ ٩ والأيد القوة والاضطلاع بالأعباء والمشاق، ويقول: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ ١٠، واستمع إذ يغريه بتسبيح الله؛ ليعتز بعزته ويستمد القوة من قوته ويحتفظ بالمقاومة والاحتمال في قوله: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ

١ سورة الأعراف: الآية ٦٠.
٢ سورة الأعراف: الآية ٦٦.
٣ سورة الذاريات: الآية ٥٢.
٤ سورة إبراهيم: الآية ١٣.
٥ سورة الأنفال: الآية ٣٠.
٦ سورة هود: الآية ٣٦.
٧ سورة آل عمران: الآية ١٧٦.
٨ سورة ص: الآية ١٧.
٩ سورة الأحقاف: الآية ٣٥.
١٠ سورة ق: الآيتان ٣٩-٤٠.


الصفحة التالية
Icon