وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} ١. والشعر بقسمات الحسن الفني في نظم القرآن والمدرك لإشارته النفسية يقف عند خاتمة الآية الخيرة يترجى الرضا، وقوله: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك﴾.... ﴿لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ يقف وقفة يتمثل فيها ذلك المعنى النفسي الذي أدرنا عليه هذا الحديث من تقبل الألم والشعور في ذلك باللذة؛ إذ لا يكون هذا إلا حين يكون الرضا النفسي ويظهر به الإنسان فتكون العظمة الروحية والمقاومة النبيلة وجلال الترفع ولأصحاب هذه النفوس يكون الأمر بالصبر"٢.
وهذه الخلاصة لحديث الأستاذ الخولي عن "رسل ورسالات" من سلسلة أحاديثه عن "القادة الرسل" تلمح فيها أنها أقرب من سابقتها "المرحلة الأولى" إلى تمثل منهجه والتزامه، فنرى فيها هنا شيئا من الموضوعية في التفسير التي يدعو إليها هذ المنهج ونرى فيها أيضا إبراز الجانب النفسي في التفسير، وإن كان هذا وذاك لم ينالا حظا كبيرا كما يتطلب المنهج، لكنهما وردا على كل حال.
وما زالت هذه المرحلة بعيدة عن التزام خط المنهج.
المرحلة الثالثة: في رمضان
وهي مجموعة أحاديث أذاعها في شهر رمضان خلال ثمانية عشر عاما امتدت من سنة ١٣٦٠ إلى سنة ١٣٧٨هـ، وسأختار من هذه الأحاديث موضوعين أما أولهما فعنونه صاحبه بـ "في رمضان" وثانيهما في حلقتين عنوانهما "عن فلسفة الجوع" ولعل فيما اخترت دلالة على ما أردت.
تحدث الخولي في الأولى عن "معنى حي -كما وصفه- لنزول القرآن في رمضان"، بين فيه المراد بإنزال القرآن في شهر رمضان الوارد في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ ٣، وذكر أن المفسرين منذ أولهم إلى اليوم يدورون حول أقوال بعينها

١ سورة طه: الآية ١٣٠.
٢ من هدى القرآن: القادة الرسل، أمين الخولي، ص٢٢-٢٤ باختصار.
٣ سورة البقرة: الآية ١٨٥.


الصفحة التالية
Icon