التماسا لبيان كيف أن القرآن أنزل في شهر رمضان مع أنه إنما نزل مفرقا في عشرين سنة أو أكثر عند المناسبات وليس في شهر رمضان فقط، وذكر أن هؤلاء المفسرين تارة يقولون: إن القرآن نزل جملة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، فجعل في بيت العزة وكان ذلك في رمضان، ورد الأستاذ الخولي هذا القول بأنه: "ما كان القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"، بنزوله من سماء إلى سماء حتى يفسر بذلك نزوله في رمضان"١، وذكر أنهم تارة أخرى يقولون أن القرآن نزل في سائر الشهور لكن جبريل كان يعارض الرسول ﷺ بالقرآن في رمضان ويقابله معه فيه، ورد هذا القول أيضا بقوله: "لكن هل المقابلة هي النزول أو هي بعد النزول؟ وهل يسهل تفسير النزول بالمقابلة أو المعارضة أو المدارسة؟ ما أظن"١ وقال: أنهم حينا يرون أن المراد أنزل بشأن رمضان قرآن أي جاءت عنه في القرآن آية الصيام، ورد على هذا الرأي بأن هذا ليس مما يمتاز به رمضان، كما أن آية الصيام لا يظهر وصفها خاصة بما ورد بعد من هدى وبينات من الهدى والفرقان بل هو وصف للقرآن كله وذكر أنه يفسرون المراد بالإنزال بابتداء النزول، ورد هذا القول أيضا بما فيه ضعف حيث شكك في معرفة البدء بالنزول حيث قال: "وهل هذا البدء معين محدد فيشبه بمبادئ الدول والملل في انضباطها؟ وأين كان هذا التاريخ بذلك البدء"١، وفات على الأستاذ الخولي أن الذي حدد البدء ليس بشرا وإنما هو الله الذي أنزل القرآن فهو أعلم ببدء نزوله وبتاريخ نزوله. وزاد الأستاذ الخولي ردًّا آخر حيث قال: "ثم قبل هذا وذاك لم عبر بالنزول عن بدء النزول وبأي شيء صرفوه إلى ذلك؟ وهم يرون أن فائدة وصف الشهر "بإنزال القرآن فيه" هي التنبيه على علة تخصيصه بالصوم فيه"١.
وبعد هذا العرض للأقوال في المراد بالنزول والردود عليها قال: "وهكذا لا تجد من هذه الأقوال التي دار حولها المفسرون جميعا في فهم آية رمضان هذه رأيا ترتاح إليه"، ثم ساق رايه في المراد بالنزول: