كانت أقرب إليه، وكان والده مضيافا ولذا كان له مكانة مرموقة بين أهل القرية.
انتهى سيد قطب من الدراسة في مدرسة القرية عام ١٩١٨م حيث انتقل للدراسة إلى القاهرة عام ١٩٢١ وإنما تأخر إلى هذا العام بسبب ثورة ١٩١٩م ضد الاحتلال البريطاني.
فاستقر سيد قطب في بيت خاله في القاهرة وفي عام ١٩٢٥م التحق بمدرسة المعلمين الأولية ثم التحق عام ١٩٢٨م في "تجهيزية دار العلوم" وهي مدرسة خاصة بكلية دار العلوم وتؤهل الطالب فيها للدخول في الكلية، ثم التحق بكلية دار العلوم عام ١٩٣٠م وتخرج منها عام ١٩٣٣م وله من العمر ٢٧ سنة وحصل على شهادة الليسانس في الآداب. مع دبلوم في التربية.
بعد تخرجه زاول مهنة التدريس مدة ست سنوات انتقل بعدها إلى وزارة المعارف موظفا من سنة ١٩٤٠ إلى ١٩٤٨م حيث أوفدته الوزارة إلى أميركا.
وكانت رحلته تلك إلى أميركا نقطة تحول لحياته الفكرية حيث لم يكن إرساله إليها للدراسة للحصول على شهادة عالية كما يحسب بعض من كتب عنه وإنما كانت رحلة عملية ميدانية يقوم فيها بزيارة الجامعات والمعاهد العلمية في أميركا ويطلع على مناهجها التعليمية؛ ليعود فيطبقها على مناهج التعليم في بلاده.
ولذا كانت رحلته تلك ذات مدة مفتوحة وكان أمر إنهائها بيده وتنتهي بانتهاء دراساته الميدانية.
والأهم من هذا كله أن رحلته تلك ليست -حقا- للاطلاع على تلك المناهج وإنما للتخلص من سيد قطب وآرائه التي كان يطالب بها ويلح عليها، ولهذا فإن سيدا لم يوفق على الرحلة إلا بعد أن منع من الكتابة في الصحف، وأغلقت مجلة "الفكر الجديد" فلم يجد بدًّا من السفر.
وعاد وقد وجد ذاته هناك ووجد الإجابة على استفساراته وعن غاية الحياة وهدفها السامي النبيل: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ