لَهَا} ١، ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ ٢.
عاد وقد خبر الحياة الأميركية بل قل الحياة المادية وسجل ملاحظاته تلك في "أميركا التي رأيت" إلا أن مسودات هذا البحث كانت من ضحايا محنة الإخوان المسلمين عام ١٩٥٤م حيث أحرقت ولم ينج منها إلا حلقات ثلاث مختصرة نشرت في أعداد مجلة الرسالة "٩٥٧، ٩٥٩، ٩٦١".
كانت طريقته في أميركا تختلف عن طريقة الآخرين عكسها تماما
كانوا يتخذون موقف الدفاع والتبرير عن الإسلام أما هو فكان يتخذ موقف المهاجم للجاهلية الغربية لا يدع لهم مجالا للاستعلاء ولا يترك لهم فرصة لإشغاله عن الانطلاق كان يهاجم فيشغلهم بالرد ويتفرغ للدعوة ولا ينتظر منهم شبهة تشغله بالرد عنها.
حتى هذه اللحظة لم يكن له كبير اتصال مع جماعة الإخوان المسلمين إلى أن تم اغتيال حسن البنا رحمه الله تعالى سنة ١٩٤٩م، وكان سيد وقتها في إحدى مستشفيات أمريكا حيث شاهد مظاهر الفرح والابتهاج بل والشماتة في كل شيء من حوله في الصحافة وفي جميع أجهزة الإعلام وفي كافة المنتديات كلها تهلل وتهنئ بعضها بعضا بالتخلص من أخطر رجل في الشرق، ولم يبق له عذر عند الله -كما يقول- إن لم أتبعها؛ فهذه أمريكا ترقص على جمجمة حسن البنا وهذه بريطانيا أيضا تسخر أجهزة مخابراتها حتى داخل أميركا لمحاربة الإخوان، فصمم في قرارة نفسه أن ينضم إلى الإخوان المسلمين.
وعاد سيد قطب وهو يعتقد أن تاريخ ميلاده هو تاريخ انضمامه إلى الإخوان المسلمين وكان يردد دائما: "لقد ولدت عام ١٩٥١م وهو تاريخ انضمامه إليهم".
٢ سورة الأنفال: الآية ٣٠.