ج ١٠، ص : ٢٦٧
السميع، البصير، الذي تفزعون إليه ـ أيها الضالون المكذبون ـ عند كل كرب، وتدعونه عند كل شدّة، فيستجيب لكم، ويكشف الضرّ عنكم. ؟
كما يقول سبحانه :« قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.. تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ » (٦٣ ـ ٦٤ : الأنعام) أآلهتكم هذه ؟ أم اللّه ربّ العالمين، الذي أعطاكم هذه الصورة البشرية السويّة، ومنحكم العقل، والمنطق، وأقامكم على هذه الأرض خلفاء للّه فيها ؟
ألا تذكرون فضل اللّه عليكم، ولا تنظرون إلى نعمه إليكم ؟ ألا تشكرون له أن أخرجكم من العدم إلى الوجود، ثم أعطاكم من الوجود الأرضى أحسن وأكرم ما خلق فيه ؟
أجيبوا.. أيها الضالون المكذّبون، الجاحدون ؟
وقد أجابوا بما يجيب به كل جاحد لنعمة اللّه.. لا يذكر اللّه إلا عند الشدّة، فإذا انجلى الكرب، وذهبت الشدّة « نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ » (٨ : الزمر).
ولهذا جاءت فاصلة الآية :« قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ » لتسجل عليهم هذا التنكر لنعمة اللّه عليهم، وإحسانه إليهم.. فهم لا يذكرون للّه هذه النعمة، ولا يتذكرون هذا الإحسان..
قوله تعالى :« أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ؟ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ ؟ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ».
ومعادلة أو موازنة رابعة..


الصفحة التالية
Icon