ج ١١، ص : ٥١٥
الآفات، وذلك بما يحمله رسل اللّه من آيات اللّه، وما في هذه الآيات من هدى ونور..
ـ وقوله تعالى :« لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ».
. هو خبر، مراد به الأمر..
والتقدير، لا تبدّلوا خلق اللّه، وهو الفطرة، ولا تفسدوا هذا الخلق السوىّ، بما تدخلون عليه من أهواء، بل عليكم بحراسة هذه النعمة، وعرضها على هدى اللّه، إذا طاف بها طائف من الضلال.
ـ وقوله تعالى :« ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ».
. الإشارة هنا إلى الدين، فى قوله تعالى :« فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ».
. والدين القيم، هو الدين المستقيم على فطرة اللّه التي فطر الناس عليها..
ـ وقوله تعالى :« وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ».
. الناس هنا هم المشركون، الذين عموا عن أن يروا هذه الحقيقة، وأن يقع لعلهم أن هذا الدين هو الدين المطلوب للفطرة، المتجاوب معها.
قوله تعالى :« مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ـ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ »..
المنيب : الراجع إلى اللّه، المتجه إليه، المقيم وجهه لدينه، مجافيا كلّ دين غيره..
و« منيبين ».
. كلام مستأنف، هو إجابة عن سؤال مقدّر، دلّ عليه ما سبق، وهوقوله تعالى :« لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ».
. وذلك أنه لما كان قوله تعالى :« لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ » خبرا يراد به الأمر، أي لا تبدّلوا خلق اللّه ـ وقع في نفس الذين سمعوا هذا الأمر، وأرادوا الاستجابة له، سؤال، هو : كيف نتصرف حتى لا نبدّل خلق اللّه ؟ فكان الجواب : أنيبوا


الصفحة التالية
Icon