ج ١١، ص : ٧٠٧
« وأَهْلَ الْبَيْتِ » منادى، وفي النداء تذكير لنساء النبي بهذا النسب الكريم الذي ينتسبن إليه، وأنهن أهل بيت النبي.
ـ وقوله تعالى :« وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » توكيد لهذا الطهر الذي يريد اللّه سبحانه وتعالى أن يضفيه على أهل بيت النبي.. فهو طهر خالص، لا تعلق به شائبة من دنس، أو رجس..
قوله تعالى :« وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً ».
آيات اللّه، هى القرآن الكريم، والحكمة : هى السنة المطهرة.
والمراد بذكر آيات اللّه والحكمة، هو تذكرها، والعمل بها.. ففى ذكر آيات اللّه، وسنة الرسول، تذكير بما فيهما من أحكام وآداب.. وفي هذا التذكير حثّ على العمل، وتحرّ لما يرضى اللّه ورسوله، من قول أو فعل!.
وقوله تعالى :« بُيُوتِكُنَّ » إشارة إلى أن بيوت نساء النبي هى الآفاق التي تطلع منها آيات اللّه، وسنة الرسول.. إذ كان الرسول ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ على تلاوة دائمة لآيات اللّه آناء الليل أو النهار، فى أي بيت من بيوت نسائه..
ـ وقوله تعالى :« إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً » ـ دعوة إلى ما ينبغى أن يصحب الذاكر لآيات اللّه وسنة الرسول من يقظة الوجدان، واستجماع المشاعر والمدارك لاستقبال ما يتلى من آيات اللّه والحكمة، فذلك هو الذي يمنح القدرة على استشفاف بعض ما ضمّت عليه كلمات اللّه، وهدى رسوله، من حكمة وموعظة، وعلى التعرف على بعض ما حملت من علم ومعرفة..