ج ١١، ص : ٧٨٠ وقوله تعالى :« وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ».
. والمراد بالرؤية هنا، العلم..
ـ وقوله تعالى :« الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ » « الذي » مفعول أول للفعل يرى، بمعنى يعلم، ومفعوله الثاني هوقوله تعالى :(الْحَقَّ).. والضمير (هو) (ضمير فصل يشير إلى القرآن الكريم. ويلفت إليه، وينوه به.. وفى تعريف « الحق » ما يفيد القصر، وذلك بتعريف ركنى الجملة إذ أن أصل الكلام هو :« الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ».
. أي الذي لا حقّ وراءه.. فهو وحده الحق، وما سواه خارج عليه، فهو الباطل..
وقوله تعالى :« وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ».
. معطوف على المفعول الثاني « الحقّ ».
. فهو جملة فى محل نصب.. أي ويعلم الذين أوتوا العلم أن الذي أنزل إليك من ربّك يهدى إلى صراط العزيز الحميد..
قوله تعالى :« وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ » الآية معطوفة على قوله تعالى :« وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ».
. أي أن الذين أوتوا العلم رأوا، ما أنزل إلى النبىّ من آيات ربه، فعلموا أنها الحقّ، وقالوا ـ بلسان الحال ـ آمنا به، وبما حدّث به عن البعث والحساب والجزاء.. وكان قول الذين كفروا هو الاستهزاء والسخرية برسول اللّه، والتكذيب لآيات اللّه.. فقالوا ساخرين مستهزئين منكرين :
« هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ؟ »..
إنهم يتنادون فيما بينهم، ويدعو بعضهم بعضا إلى هذا العجب الذي يحدّثهم به النبىّ صلى اللّه عليه وسلم، من أمر البعث والحياة الآخرة، وما فيها من جنة ونار..