ج ١١، ص : ٨٨٤
ف قوله تعالى :« إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ » دعوة إلى التلاوة المتدبرة الفاقهة، التي تحصّل علما وحكمة، وهى التي تملأ القلوب إجلالا وخشية للّه.
« وَأَقامُوا الصَّلاةَ ».
. الجملة هنا حالية من فاعل يتلون، أي يتلون كتاب اللّه، أي يخشون اللّه، وقد أقاموا الصلاة، فى ظل من هذه الخشية، وفى استصحاب لها..
فالآية هنا مثل قوله تعالى :« إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ » (١٨ : فاطر).
« وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً » معطوف على « وَأَقامُوا الصَّلاةَ » أي وأنفقوا مما رزقهم اللّه سرّا وجهرا، فى ظل من خشية اللّه كذلك، وفى استصحاب لتلك الخشية..
« يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ ».
. خبر إن.. أي أن هؤلاء الذين يتلون كتاب اللّه، تلاوة تملأ قلوبهم خشية للّه، ثم يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة ـ وهم على خشية من اللّه ـ هؤلاء يرجون تجارة رائجة، رابحة لن تبور..
بل إنها تجد من يشتريها منهم، ويضاعف لهم الثمن فيها.. وإنه اللّه سبحانه وتعالى هو الذي يشترى منهم هذه البضاعة، ويضاعف لهم الثمن عليها..
قوله تعالى :« لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ.. إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ».
هو تعليل لنفى البوار عن تجارة هؤلاء العاملين، إنها تجارة يتقبلها


الصفحة التالية
Icon