ج ١١، ص : ٨٨٥
اللّه منهم « لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ » أي ليعطيهم أجر ما عملوا كاملا وافيا غير منقوص، بل وأكثر من هذا، فإن اللّه سيزيدهم، ويضاعف لهم الأجر، فضلا وكرما وإحسانا منه.. « إِنَّهُ غَفُورٌ » يتجاوز عن سيئاتهم، « شكور » يقابل القليل من الإحسان بالجزيل من العطاء..
قوله تعالى :« وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ.. إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ».
هو إلفات إلى هذا الكتاب، الذي دعت الآية السابقة إلى تلاوته..
وأنه هو الحق، المصدق لما بين يديه من الكتب السابقة..
ـ وقوله تعالى :« مِنَ الْكِتابِ » من للتبعيض، وهذا يعنى أن ما كان قد نزل من القرآن الكريم، لم يكن كل القرآن، بل بعضه.. وهذا هو الواقع، فإن السورة مكية.. وهذا يعنى أن القرآن المدني لم يكن قد نزل منه شىء بعد..
ـ وقوله تعالى :« إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ».
. أي إنه سبحانه عالم بما يصلح أمر العباد، بصير بهم، فينزّل عليهم من آياته، فى كل زمن ما يناسبهم، ويتفق وعقولهم..
قوله تعالى :« ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ »..
الكتاب هنا، هو القرآن الكريم..