ج ١١، ص : ٩٠١
وقوله تعالى : ـ « فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ » ـ أي فهل ينتظرون إلا أن يؤخذوا بما أخذ به الأولون الذي كذبوا رسل اللّه، من بلاء وهلاك ؟..
ـ وقوله تعالى :« فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا »..
أي أن سنة اللّه قائمة على طريق مستقيم لا ينحرف أبدا.. وهى سنة مطردة، لا تتبدل اتجاها باتجاه، ولا تتحول من حال إلى حال..
وسنة اللّه، هو هذا النظام الذي أقام عليه الوجود، وربط المسببات بأسبابها..
ومن سنة اللّه فى الظالمين أن يأخذهم بظلمهم، كما أن من سنته فى المحسنين أن يجزيهم بإحسانهم..
قوله تعالى :« أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً »..
هو دعوة إلى هؤلاء المشركين الضالين أن يسيروا فى الأرض، وأن ينظروا بأعينهم سنة اللّه التي لا تتبدل، ولا تتحول.. إنهم سيرون أقواما كانوا قبلهم، وكانوا أشد منهم قوة وأكثر أموالا وأولادا، فأخذهم اللّه بذنوبهم، وقلب عليهم دورهم..
«وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ » أي وما كان لقوة هؤلاء وبأسهم أن تردّ عنهم بأس للّه إذا جاءهم.. فماذا يعصم هؤلاء