ج ١١، ص : ٩١٤
ابن منبّه، الذي تلقاه من المسيحية، مما يعرف عند المسيحيين بأعمال الرسل، الملحقة بالأناجيل..
فهذا التأويل ـ فى نظرنا ـ لا يعوّل عليه، ما دام غير مستند إلى دليل من القرآن الكريم ذاته.. فالقرآن الكريم ـ فى رأينا ـ يفسر بعضه بعضا، وهو كما وصفه الحق سبحانه وتعالى فى قوله :« وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ » (٨٩ : النحل) فكيف لا يكون تبيانا لما فيه ؟.
وندع القرية واسمها، والرسل والصفة التي لهم ـ ندع هذا الآن، ونعرض المثل على أن القرية واحدة من القرى المبثوثة فى هذه الدنيا، وأن الرسل، هم بعض رسل اللّه إلى عباده..
فهذه قرية، قد جاءها رسل، مبعوثون من عند اللّه، وقد دعوا أصحابها إلى الإيمان، فلم يلقوا منهم إلّا الصد اللئيم، والقول القبيح..
أرسل اللّه سبحانه إليهم رسولين معا.. فكذبوهما.. « إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ » أي أمدهما اللّه برسول ثالث، يقوّيهما، ويشد أزرهما.. فلم يزدهم ذلك إلا عنادا، وإصرارا على الكفر والضلال :
«إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا، وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ.. إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ »..
ولم يكن للرسل بين يدى هذا القول المنكر، إلا أن يقولوا ما حكاه القرآن عنهم :
قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ »..
ويجىء ردّ القوم على الرسل، زاجرا مهددا :