ج ١٢، ص : ١٠٣٧
وهذا إفك وضلال، سواء كان هذا الولد ذكرا أم أنثى.. تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا.. « وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ».
ثم إنهم ليقولون ـ إفكا وبهتانا ـ إن مواليد اللّه إناث، وليسوا ذكورا..
ـ « أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ ؟ » فما لكم إذن لا ترضون بأن يولد لكم الإناث ؟..
ـ « ما لَكُمْ ؟ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ؟ »
أهذا حكم يستقيم حتى مع منطقكم أنتم ؟ « أَفَلا تَذَكَّرُونَ » ؟ أفلا تصححون هذا التناقض الذي وقعتم فيه، أيها المستفتون ؟..
قوله تعالى :« أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ ؟ فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ».
وإذا لم تكن لكم عقول تعقل، وتقيم لكم على هذا الذي تقولونه حجة ـ فهل معكم بهذا « سلطان مبين » أي كتاب من عند اللّه ينطق بهذا ؟
« فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ »
هذا « إن كنتم صادقين » !.
قوله تعالى :« وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ »..
أي ومن مفترياتهم على اللّه سبحانه، أن جعلوا بينه ـ سبحانه ـ وبين « الجنّة » أي العالم الخفي، غير المنظور لهم، وهو عالم الملائكة والجن ـ جعلوا بين اللّه وبين هذه المخلوقات الخفية، نسبا وقرابة، حيث نسبوا إليه


الصفحة التالية
Icon