ج ١٢، ص : ١١٢١
فالرّحم، فالمشية التي يغلّف فيها الجنين داخل الرحم!! ففى هذا الكون الضيق المظلم، تجرى عمليات الخلق والتكوين، والتصوير، بيد المبدع، الخلاق العليم! وقوله تعالى :« ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ.. لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ».
« ذلكم » إشارة إلى من خلق هذا الخلق وأبدعه، وأخرجه على هذا النظام المحكم.. واللام للبعد، وهى إشارة إلى علو مقام المشار إليه، وهو اللّه سبحانه.. والكاف حرف خطاب للمخلوقين.. فهذا الخالق العظيم، هو اللّه، وهو رب كل مخلوق، خلقا ورزقا، وهو المتفرد بملكية الوجود، وهو ـ سبحانه ـ بهذه الصفات، ينبغى أن يكون الإله المتفرد بالألوهة..
« لا إله إلا هو ».
. تتجه إليه وحده الوجوه، وتفوض إليه وحده الأمور..
فإلى أين يولّى المشركون وجوههم، إذا هم صرفوها عن اللّه ؟ إنه لا وجه إلا الضلال والخسران! قوله تعالى :« إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.. إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ».
هو تعقيب على تلك الدعوة التي دعا بها اللّه سبحانه وتعالى عباده إليه بقوله تعالى :« ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ».
. بعد أن بيّن لهم ـ سبحانه ـ آيات بينات من دلائل قدرته، وآثار رحمته.. فمن استجاب لهذه الدعوة،


الصفحة التالية
Icon