ج ١٢، ص : ١١٢٢
وآمن باللّه إلها واحدا لا شريك له، فقد اهتدى إلى طريق الخير والفلاح، ومن كفر فإن اللّه غنىّ عن العالمين، لا ينفعه إيمان من آمن، ولا يضره كفر من كفر. « وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ » (١٢ : لقمان).
«وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى » أي لا تحمل نفس وزر نفس أخرى، بل « كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ » (٣٨ : المدثر).
ـ « ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.. إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ » فلا تخفى على اللّه منكم خافية، فيجزى المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته..
وهنا أمور :
فأولا : قوله تعالى :« وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ » :
ما معنى رضا اللّه هنا ؟ وإذا كان سبحانه لا يرضى شيئا فكيف يقع ما لا يرضاه ؟
المراد بالرضا هنا، القبول، ويكون معنى أن اللّه لا يرضى لعباده الكفر، أنه ـ سبحانه ـ لا يقبله منهم، لأنه تعالى، طيب، لا يقبل إلا طيبا.. والكفر نجس، وخبث..
ووجه آخر فى هذه الآية : وهو أن المراد بالعباد هنا، هم المؤمنون، ولهذا أضافهم للّه سبحانه وتعالى إليه فى قوله تعالى :« لعباده »، ويكون معنى الرضا على حقيقته، وهو أن اللّه سبحانه لا يرضى لعباده الذين أراد لهم الإيمان أن يكفروا، فهو سبحانه يهديهم إلى الإيمان، وييسر لهم السبيل إليه ـ وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :« وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً » (٣ : المائدة).