ج ١٢، ص : ١١٥٣
والذي صدق بهذا الصدق هم المؤمنون..
وقوله تعالى :« أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ » هو وصف شامل، للذى جاء بالصدق، وللذين صدّقوا به.. وفى الإشارة إليهم بقوله تعالى :« أُولئِكَ » ـ إشارة إلى علو منزلتهم، وأنهم بهذا المقام العالي الذي تتقطع دونه الأعناق.. وفى ضمير الفصل « هم » ـ إشارة أخرى إلى اختصاصهم وحدهم بهذا المقام الرفيع الكريم الذي هم فيه..
قوله تعالى :« لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ.. ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ ».
هو بيان لما يلقى هؤلاء المتقون من أجر عظيم، ورزق كريم، وهم فى هذا المقام الرفيع الذي هم فيه « لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ».
. حيث يجدون كل ما يشتهون من نعيم الجنة، حاضرا بين أيديهم..
وقوله تعالى :« ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ » ـ إشارة إلى أن هذا الذي للمتقين عند ربهم من فضل وإحسان، هو الجزاء الذي يجزى اللّه به المحسنين من عباده.. كما يقول سبحانه :« لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ، وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ » (٢٦ : يونس).
قوله تعالى :« لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ »..
هو تعليل لهذا الجزاء الذي يجزاه المحسنون من اللّه.. وهو جزاء


الصفحة التالية
Icon